الظن في قوله تعالى: {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ}، معناه هنا اليقين

2020-06-22
الظن في قوله تعالى: {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ}، معناه هنا اليقين
الفائدة التاسعة والخمسون من لطائف قرآنية من تفسير سورة البقرة من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول أن الظن في قوله تعالى: {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ}، معناه هنا اليقين.

قوله: {يَظُنُّونَ} [البقرة: 46]، أي يتوقعون لقاء الله وأن مصيرهم ورجوعهم إليه، أو يتيقنون ذلك، قال ابن جرير الطبري -رحمه الل-ه: إن العرب قد تسمي اليقين "ظنا"، والشك "ظنا"، نظير تسميتهم الظلمة "سدفة"، والضياء "سدفة"، والمغيث "صارخا"، والمستغيث "صارخا"، وما أشبه ذلك من الأسماء التي تسمي بها الشيء وضده. ومما يدل على أنه يسمى به اليقين، قول دريد بن الصمة:

فقلت لهم ظُنُّوا بألْفَيْ مُدَجَّجٍ     سَرَاتُهُمُوا في الفارسيِّ المُسَرَّدِ

يعني بذلك: تيقنوا ألفي مدجج تأتيكم. وقول عميرة بن طارق:

بأن تَغْتَزُوا قَوْمي وأقعد فيكم ... وأَجْعَلُ مني الظَّنَّ غَيْباً مُرَجَّمَا

يعني: وأجعل مني اليقين غيبا مرجما. والشواهد من أشعار العرب وكلامها على أن الظنَّ بمعنى اليقين أكثر من أن تحصى، وفيما ذكرنا لمن وُفِّقَ لفهمه كفاية. ومنه قول الله عز وجل: {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا}. ا ه.

وقد استشهد العلماء كذلك على أن الظن هنا على معنى اليقين بقوله تبارك وتعالى: {إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ} [الحاقة: 20]، أي: علمت.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص117-118

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق