قتل المذنب نفسه كان خاصًا بمن عبد العجل وليس شريعة عامة

2020-06-22
قتل المذنب نفسه كان خاصًا بمن عبد العجل وليس شريعة عامة
الفائدة الثامنة والستون من لطائف قرآنية من تفسير سورة البقرة من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول أن قتل المذنب نفسه كان خاصًا بمن عبد العجل وليس شريعة عامة.

وقوله عز وجل: {فَتَابَ عَلَيْكُمْ} [البقرة: 54]، أي قبل توبة التائبين الذين استجابوا لما أمرهم الله عز وجل به لتحقيق توبتهم، وهذا لتذكير المخاطبين بما حصل من آبائهم وما أنعم عليهم من قبول توبتهم، وليس قتلُ المذنب نفسه شرطاً في تحقيق التوبة من الذنب عند جميع الديانات السماوية السابقة، بل هذا الأمر خاص بهذه الحادثة حيث قضى به على عبَّاد العجل من بني إسرائيل، وقد جاءت الأخبار الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يدل على قبول توبة التائبين من بني إسرائيل من معاص كبار كالقتل ونحوه دون أن يؤمر المذنب بقتل نفسه، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا، فسأل عن أعلم أهل الأرض فَدُلَّ على راهب فأتاه، فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفسا، فهل له من توبة؟ فقال: لا، فقتله، فكمَّل به مائة، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فَدُلَّ على رجل عالم، فقال: إنه قتل مائة نفس، فهل له من توبة؟ فقال: نعم، ومن يحول بينه وبين التوبة، انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك، فإنها أرض سوء، فانطلق حتى إذا نَصَّفَ الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله تعالى، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرا قط، فأتاهم مَلَكٌ في صورة آدمي، فجعلوه بينهم، أي: حكماً، فقال: قيسوا ما بين الأرضين، فإلى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص140-141

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق