بيان قبح تحريف اليهود، لأنهم حرفوا ما عقلوه

2020-06-22
بيان قبح تحريف اليهود، لأنهم حرفوا ما عقلوه
الفائدة السابعة والثمانون من لطائف قرآنية من تفسير سورة البقرة من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول بيان قبح تحريف اليهود، لأنهم حرفوا ما عقلوه

وقوله: {مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ} [البقرة: 75]، أي من بعد ما فهموا المراد منه، فهم أحبار سوء يتعمدون تغيير الحق بتحريفه أو تأويله، وهم يحرفون كلام الله ويبدلونه ويردّون المعنى الحق الذي سمعوه. وقوله تعالى: {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: 75]، أي: يعرفون الحق لكنهم ينحرفون عنه، وأصل التحريف من انحراف الشيء عن وجهته وميله عنها إلى غيرها، فهؤلاء الأحبار بيَّن الله عز وجل أن تحريفهم للكلم من بعد مواضعه لم يحصل لهم عن جهل ونقص في معرفة الحق، بل كانوا يعرفون الحق ويعقلونه ثم يبدلونه وهم واثقون في أنفسهم أنهم في تحريف ما حرَّفوا كاذبون على الله مبطلون.

ولا شك أن هذا الفريق من بني إسرائيل هم شر الناس وأضرهم على الإنسانية كلها، فإن من يحرف كلام الله عن جهل وقصور في الفهم وإن كان مستحقاً لغضب الله وسخطه لجرأته على تحريف كلام الله، وعلى القول على الله بغير علم، فإن من حرف كلام الله بعد فهمه وعقله ومعرفته يكون أعظم إثماً وأفحش جرماً، وقد اتفق المسلمون على أن اليهود حرَّفوا التوراة وغيَّروا فيها وبدَّلوا إما في ألفاظها وإما في معانيها وأحكامها بسبب انحرافهم.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص174

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق