اجتهاد الصحابة في فهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يصلِّيّنَّ أحد العصر إلا في بني قريظة»

2020-06-12
اجتهاد الصحابة في فهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يصلِّيّنَّ أحد العصر إلا في بني قريظة»
الفائدة الثالثة والتسعون من كتاب القصص الحق في سيرة الخلق لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول اجتهاد الصحابة في فهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يصلِّيّنَّ أحد العصر إلا في بني قريظة».

فلما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأحزاب إلى المدينة ووضع السلاح واغتسل أتاه جبريل عليه السلام، فقال: قد وضعت السلاح، والله ما وضعناه، فاخرج إليهم، قال: فإلى أين؟ قال: ها هنا، وأشار إلى بني قريظة فقال لهم: (لا يُصَلينَّ أحد العصر إلا في بني قريظة).

فخرجوا إليها مسرعين وهي على نحو ستة أميال جنوب شرقي المسجد النبوي، وقد أدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم لا نصلي حتى نأتيها امتثالًا لظاهر قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يصلينَّ أحد العصر إلا في بني قريظة، وقال بعضهم: بل نصلي العصر ما دمنا نخشى فوات وقتها، وفهموا أن مراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو المسارعة والمبادرة إلى بني قريظة لا منع الصلاة دون بني قريظة، فلم يَصِل الذين لم يُصَلُّوا العصر إلى بني قريظة حتى غابت الشمس فصلوها بعد الغروب، ولما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك لم يعنِّف أحدًا منهم لا الذين صلوا في الطريق، ولا الذين لم يصلوا حتى غابت الشمس، وقد أجمع علماء المسلمين على أن كلًّا من الفريقين مأجور ومعذور؛ لأن عملهم كان اجتهاد في النص لا اجتهادًا مع النص.

القصص الحق في سيرة سيد الخلق: ص304-305

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق