الإثبات المجرد قد يتطرق إليه الاحتمال

2020-06-22
الإثبات المجرد قد يتطرق إليه الاحتمال
الفائدة المائة وثلاثة وسبعون من لطائف قرآنية من تفسير سورة البقرة من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول الإثبات المجرد قد يتطرق إليه الاحتمال.

{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 163]، فهذه الآية الكريمة اشتملت على جملتين: الأولى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}، والجملة الثانية: {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}.

ومعنى الجملة الأولى: أي: ومعبودكم الحق الذي يستحق وحده أن يُعْبد وأن تُصْرف لوجهه الكريم جميع ألوان العبادة، وسائر أنواع المناسك، وأن يبذل له أقصى غاية الحب مع أقصى غاية الخوف والذل، وأن تأْلَهُ القلوب، وتتولّه بحبه النفوس لأنه ربّها وباريها ووليها ورازقها.

ولما كانت هذه الجملة وهي قوله عز وجل: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} إثبات مجرَّد، أتبعه بالجملة الثانية وهي قوله عز وجل: {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} المشتملة على نفي جميع من يستحق أن يكون إلهاً وإثبات الإلهية لله وحده بطريق الحصر.

قال ابن العربي العز الحنفي شارح العقيدة الطحاوية في قول الطحاوي رحمه الله: (ولا إله غيره) هذه الكلمة التوحيد الذي دعت إليها الرسل كلّهم كما تقدم ذكره، وإثبات التوحيد بهذه الكلمة باعتبار النفي والإثبات المقتضي للحصر، فإن الإثبات المجرّد قد يتطرق إليه الاحتمال، ولهذا – والله أعلم – لما قال تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}، قال بعده: {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}، فإنه قد يخطر ببال أحدٍ خاطر شيطاني: هب أن إلهنا واحد فَلِغَيْرنا إله غيره، فقال تعالى: {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}. ا ه.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص341-342

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق