من لم ينتفع بالأدلة الكونية والشرعية لا عقل له

2020-06-22
من لم ينتفع بالأدلة الكونية والشرعية لا عقل له
الفائدة المائة وخمسة وسبعون من لطائف قرآنية من تفسير سورة البقرة من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول أن من لم ينتفع بالأدلة الكونية والشرعية لا عقل له.

قال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [البقرة: 164].

وقد ذيلها بقوله: عز وجل:{لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}، مما يؤكد أن من لم ينتفع بهذه الأدلة الكونية المشاهدة في جميع مشارق الأرض ومغاربها أنه لا عقل له، حتى ولو كان في نظر الناس من أذكى الخلق وأعقلهم، لأن العقل الذي لا يعقل صاحبه من إلقاء نفسه في النار، ولا يحجزه عن غيِّه وضلاله فهو عقل بهيمي ينحطُّ عن كثير من الحيوانات العجماوات التي تعرف ما يضرها فتجتنبه، وتعرف ما ينفعها فتقبل عليه، ولذلك وصف الله تبارك وتعالى هؤلاء الغواة بأنهم كالأنعام بل هم أضل سبيلاً حيث يقول: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: 179].

وكما قال عز وجل: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} [الفرقان: 44].

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص351

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق