الأثر الكبير للأطعمة الطيبة أو الخبيثة على النفس الإنسانية

2020-06-22
الأثر الكبير للأطعمة الطيبة أو الخبيثة على النفس الإنسانية
الفائدة المائة وخمسة وثمانون من لطائف قرآنية من تفسير سورة البقرة من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول الأثر الكبير للأطعمة الطيبة أو الخبيثة على النفس الإنسانية.

وقوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة: 172]، في هذا المقام الكريم ينادي الله تبارك وتعالى المؤمنين المستجيبين لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ويأمرهم بأن يأكلوا من طيبات رزق الله ويشكروه، وكان قد نادى الناس في الآية الثامنة والستين بعد المائة بأن يأكلوا مما في الأرض حلالاً طيبا، فيكون الأمر بالأكل من الطيبات هنا تأكيداً للأمر بالأكل من الطيبات هناك، وإنما خص المؤمنين بالذكر هنا للفت انتباههم إلى الأثر الكبير للأطعمة الطيبة أو للأطعمة الخبيثة على النفس الإنسانية، إذ أن أكل الحلال الطيب من أكبر العون على طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن اللقمة الحرام يقذفها الرجل في جوفه قد تحول بينه وبين قبول دعائه وعمله الصالح دهراً طولا، ولذلك حرص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على طيب مطاعمهم، وحذِروا أشدّ الحذر من تناول طعام محرّم أو فيه شبهة، فقد روى البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج، وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر، فقال له الغلام: أتدري ما هذا؟ فقال أبو بكر: وما هو؟ قال: كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية، وما أحسن الكهانة، إلا أني خدعته، فلقيني فأعطاني بذلك، فهذا الذي أكلت منه، فأدخل أبو بكر يده، فقاء كل شيء في بطنه.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص365-366

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق