ليس المراد من قوله تعالى: {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ}، إثبات صبر لهم
وقوله عز وجل: {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ} [البقرة: 175]، أي: إن هؤلاء الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمناً قليلاً، الذين توعدهم الله بالعقوبات الأربع المذكورة قد رضوا بتحصيل الضلالة بدل الهدى والرشاد، ورضوا بعذاب الله بدل مغفرته، فما أشد صبرهم على نار جهنم، وليس المراد إثبات صبر لهم، بل المراد التعجيب من جرأتهم على ارتكاب ما يدخلهم نار جهنم التي لا يصبر على حر نار الدنيا التي خففت كثيراً عن نار جهنم.
لكنهم عندما يدعُّون في نار جهنم دعّا ويصرخون ويستغيثون فييأسون من رحمة الله ويقال لهم: {اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الطور: 16].
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص375
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق