الظلم منه كفرٌ ومنه دون ذلك
قوله تبارك وتعالى: {وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البقرة: 254]، أصل الظلم هو تجاوز حدّ الاعتدال ووضع الأمور في غير مواضعها، والاعتداء سواء كان على نفس أو عرض أو مالٍ، وأعظم أنواع الظلم هو الشرك بالله، والكفر به، وجحود آياته، وتكذيب رسله، كما قال عز وجل: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]، وإنما يحدث الظلم بسبب ظلمة القلب، وليس كل ظلم كفراً، لما رواه البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: لما نزلت: {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}، قال أصحابه: وأيُّنا لم يظلم نفسه؟ فنزلت: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}. وفي لفظ للبخاري من حديث عبد الله رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}، شقّ ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: أينا لم يلبس إيمانه بظلم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنه ليس بذاك، ألا تسمع إلى قول لقمان لابنه: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}).
وهذا يدل على أن قوله تبارك وتعالى: {وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ}، أي: الجاحدون لله المكذبون به وبرسله هم الموصوفون بأنهم أظلم الناس، الواصلون أقصى درجات الظلم.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 2/173-174
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق