المراد بالاستفهام في قوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ}، النفي
والجملة الخامسة من جمل هذه الآية الكريمة هي قوله تبارك وتعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة: 255]، أي: من هذا الذي يجرؤ على أن يشفع لأحد من غير إذن الله له بالشفاعة؟ والمراد بالاستفهام هنا النفي، أي: لا أحد يشفع عنده إلا بإذنه بسبب عظمة الله وكبريائه وجلاله، فلا يتجاسر أحد على أن يشفع لأحد إلا أن يأذن الله له في الشفاعة، ولذلك عندما يطلب الناس من الأنبياء ليشفعوا لهم عند الله في الموقف العظيم فيتأخر عنها الأنبياء، ويحيلهم آدم على نوح، ويحيلهم نوح على إبراهيم، ثم يحيلهم إبراهيم على موسى، ثم يحيلهم موسى على عيسى، ثم يحيلهم عيسى على سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم تحت العرش ليستأذن في الشفاعة، ويخر لله ساجداً ضارعاً إليه في الإذن له بالشفاعة، ويلهم تحميدات وتقديسات لله عز وجل ما أُلْهمَها من قبل فينادى: يا محمد ارفع رأسك، وقل تسمع، واشفع تشفع.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 2/179-180
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق