قوله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}، عام أريد به الخصوص
قوله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة: 256]، عامًّا أريد به الخصوص وهم أهل الكتاب ومن في حكمهم، لأنهم لا يكرهون على دين الإسلام إن أدّوا الجزية عن يد وهم صاغرون، وما أثر في سبب نزول هذه الآية الكريمة يؤيد ذلك، حيث كان أهل يثرب من الوثنيين يعتقدون أن دين اليهود من الكتاب خير من دينهم، وكانت المرأة إذا كانت مقلاتا أي: لا يعيش لها ولد أو لا يعيش لها إلا ولد واحد نذرت إن جاءت بولد أن تهوّده ليعيش على اعتقادها، فلما جاء الإسلام وأيقنوا أنه الدين الحق قد نسخ الله به الأديان كلّها أراد آباء الأولاد الذين تهوّدوا أو تنصّروا من العرب أن يقهروهم على الدخول في دين الإسلام وترك اليهودية أو النصرانية، فنزلت الآية.
قال ابن جرير حمه الله: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كانت المرأة تكون مقلاتا، فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده. فلما أجليت بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار، فقالوا: لا ندع أبناءنا! فأنزل الله تعالى ذكره: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 2/184-185
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق