عجز الإنسان عن معرفة عاقبة الأمور
وقوله عز وجل: {فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ} [آل عمران: 153]. وقد بيّن الله عز وجل أنه عفا عنهم وتفضل عليهم لإيمانهم بالله ورسله، وإنما ألحق بهم هذه المصائب لتربية أنفسهم على الحرص على طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وبيان عجز الإنسان عن معرفة عاقبة الأمور حيث قد يُمْتَحَن بخير تكون عاقبته شرا، وقد يمتحن بشرّ تكون عاقبته خيرا، كما قال عز وجل: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]، وإذا أسلم الإنسان وجهه لله عز وجل وأطاع الله وأطاع رسوله صلى الله عليه وسلم فإن عاقبته تكون حميدة، ما دام متمسكاً بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، لأن الشريعة لا تأمر الإنسان إلا بما ينفعه في الدنيا والآخرة، وإذا أيقن الإنسان بذلك وعلم أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن؛ فإنه لا يحزن على ما فاته أو أصابه، كما قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحديد: 22-23].
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 3/97
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق