المجيء إلى رسول الله طلباً للاستغفار خاص بحال حياته صلى الله عليه وسلم
وقوله تبارك وتعالى: {وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ} [النساء: 64]، إذنٌ من الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم بالاستغفار لمن جاءه معتذراً من خطيئته.
وقد فهم جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذا المجيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خاص بحال حياته صلوات الله وسلامه عليه، وأنه بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى لا يجيء أحد إلى قبره ليطلب منه الاستغفار له، ولذلك لم يؤثر بسند صحيح عن واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه فعل ذلك، وأما الحكاية المكذوبة المنسوبة إلى العتبي الأخباري المتوفى 228ه فهي رواية عن أعرابي مجهول، بنيت على منام، ومثلها لو كان حديثاً أو أثراً عن صحابي لم يجز الاحتجاج به وبناء الأحكام عليه، ولا سيما في الأبواب المؤدية إلى الشرك بالله عز وجل.
على أن العتبي وهو محمد بن عبيد الله بن عمرو الأموي من ذرية عتبة بن أبي سفيان بن حرب، كان أحد شعراء البصرة ولم يكن معدوداً من أهل الحديث، وإنما كان من رجال الأدب.
وقد وصف ابن عبد الهادي في كتابه الصارم المنكي هذه الحكاية بأنها مختلقة مكذوبة حيث قال: ليست هذه الحكاية مما تقوم به حجة، وإسنادها مظلم مختلف، ولفظها مختلف أيضاً، وقال أيضاً: هذه الحكاية خبر منكر موضوع وأثر مختلق مصنوع، لا يصلح الاعتماد عليه، ولا يحسن المصير إليه، وإسنادها ظلمات بعضها فوق بعض، وليست بصحيحة ولا ثابتة إلى العتبي، وقد رويت عن غيره بإسناد مظلم.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 3/333-334
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق