إبطال استدلال نفاة الرؤية بقوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ}، وقلب الدليل عليهم

2020-09-02
إبطال استدلال نفاة الرؤية بقوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ}، وقلب الدليل عليهم
الفائدة الخامسة والسبعون من لطائف قرآنية من تفسير سورة الأنعام من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول إبطال استدلال نفاة الرؤية بقوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ}، وقلب الدليل عليهم.

ومعنى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: 103]، أي: لا تحيط به أبصار خلقه لجلاله وعظمته، {وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} [الأنعام: 103]، أي: وهو يحيط بِكُنْه الأبصار وحقيقتها وكيفية إبصارها على الوجه الذي لا يشاركه فيه أحد من خلقه.

قال ابنُ أبي العز شارح العقيدة الطحاوية رحمه الله: فقوله: {لَا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ}،  يدل على كمال عظمته، وأنه أكبر من كل شيء، وأنه لكمال عظمته لا يدرك بحيث يحاط به، فإن الإدراك هو الإحاطة بالشيء، وهو قدر زائد على الرؤية، كما قال تعالى: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ، قَالَ كَلَّا}، فلم ينف موسى الرؤية، وإنما نفى الإدراك، فالرؤية والإدراك كل منهما يوجد مع الآخر وبدونه، فالرب تعالى يُرى ولا يُدرك، كما يُعلم ولا يُحاط به علما، وهذا هو الذي فهمه الصحابة والأئمة من الآية، كما ذكرت أقوالهم في تفسير الآية، بل هذه الشمس المخلوقة لا يتمكن رائيها من إدراكها على ما هي عليه.

وأما الأحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، الدالة على الرؤية فمتواترة، رواها أصحاب الصحاح والمسانيد والسنن ... وقد روى أحاديث الرؤية نحو ثلاثين صحابيا، ومن أحاط بها معرفة يقطع بأن الرسول قالها. ا ه.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص40-42

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق