آلة السمع والبصر موجودة في المشركين ولكنهم حُرِموا المقصود الأصلي منها
وقوله -عز وجل-: {وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} [الأعراف: 198]، تأكيد على أن المشركين قد خلت آذانهم اللحمية من اللطيفة الربانية التي تفرق بها الأذن بين ما تسمع من الخير وما تسمع من الشر، فهم مهما دعاهم دعاة الخير إلى ما فيه الخير لهم في الدنيا والآخرة فإنهم لا يسمعون كما قال -عز وجل-: {وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا} [الأعراف: 179]، كما تقدم قريباً، كما أنهم قد خلت أعينهم من اللطيفة الربانية التي تفرق بها العين بين مشاهد الحق ومشاهد الباطل، فما رأوا من آيات الله فإنهم لا يستفيدون منها، كأنهم خشب مسندة كما قال -عز وجل-: {وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا} [الأعراف: 179]، فمن رآهم ينظرون إليه يحسب أنهم قد سلمت أعينهم، والواقع أنهم عُمْيٌ عما فيه نجاتهم وفلاحهم، كما قال -عز وجل-: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} [الفرقان: 44]، وكما قال -عز وجل-: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد: 23].فآلة السمع والبصر موجودة فيهم ولكنهم حُرِموا المقصود الأصلي منها الموصل إلى جنات النعيم.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص348
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق