قوله: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ}، يشمل كل من جاء بعدهم وسلك سبيلهم
ومعنى قوله عز وجل: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ} [التوبة: 100]، أي: والذين اتبعوا السابقين الأولين بإحسان ونهجوا منهجهم وأحبوا جميع أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- و-رضي الله عنهم- أجمعين.
وقد أكد الله عز وجل ما تضمنته هذه الآية في مواضع من كتابه الكريم حيث قال عز وجل في سورة الحشر: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر: 8-10].
فقوله عز وجل: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ}، يشمل كل من جاء بعد السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ونهجوا منهجهم وسلكوا سبيلهم واستغفروا لهم وأحبوهم من قلوبهم، وهو شبيه بقوله عز وجل: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الجمعة: 3].
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص181
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق