النهي عن سب الصحابة
وقد أعمى الله بصائر أهل الأهواء الذين يسبون أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا سيما الشيخين الجليلين وزيري رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما- ويسبون ذا النورين عثمان بن عفان -رضي الله عنهما-، علماً بأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما وقف على جبل أحد ومعه أبو بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم- فرجف بهم فضربه برجله وقال: (اثبت أحد فما عليك إلا نبي أو صدّيق أو شهيدان)، كما رواه البخاري، وقد نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن سب أحد من أصحابه فقال كما جاء في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيبه).
لكن أهل الأهواء انعكست عقولهم وانتكست قلوبهم فصاروا يتلذذون بسب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد ذكر أن رجلاً من أهل الأهواء طعن في بعض أصحاب رسول الله بحضرة أحد علماء السلف فقال له: ادن مني، فدنى منه، قال له: هل أنت من المهاجرين الأولين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله؟ فقال هذا المنحرف عن الدين الحق: لا. فقال له الشيخ: هل أنت من الأنصار الذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم؟ قال: لا. فقال له الشيخ: وأنا أقسم بالله أنك لست على منهج الذين جاءوا من بعدهم لأنهم يقولون: ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غِلاً للذين آمنوا، وأنت تسبهم وتلعنهم وقد امتلأ قلبك غِلاً عليهم.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص181-182
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق