النهي عن سب الصحابة

2020-09-26
النهي عن سب الصحابة
اللطيفة المائة وثمانية وعشرون من تفسير سورة التوبة من كتاب تجريد التأويل للشيخ عبد القادر شيبة الحمد حول النهي عن سب الصحابة.

وقد أعمى الله بصائر أهل الأهواء الذين يسبون أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا سيما الشيخين الجليلين وزيري رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما- ويسبون ذا النورين عثمان بن عفان -رضي الله عنهما-، علماً بأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما وقف على جبل أحد ومعه أبو بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم- فرجف بهم فضربه برجله وقال: (اثبت أحد فما عليك إلا نبي أو صدّيق أو شهيدان)، كما رواه البخاري، وقد نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن سب أحد من أصحابه فقال كما جاء في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال:  رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيبه).

لكن أهل الأهواء انعكست عقولهم وانتكست قلوبهم فصاروا يتلذذون بسب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد ذكر أن رجلاً من أهل الأهواء طعن في بعض أصحاب رسول الله بحضرة أحد علماء السلف فقال له: ادن مني، فدنى منه، قال له: هل أنت من المهاجرين الأولين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله؟ فقال هذا المنحرف عن الدين الحق: لا. فقال له الشيخ: هل أنت من الأنصار الذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم؟ قال: لا. فقال له الشيخ: وأنا أقسم بالله أنك لست على منهج الذين جاءوا من بعدهم لأنهم يقولون: ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غِلاً للذين آمنوا، وأنت تسبهم وتلعنهم وقد امتلأ قلبك غِلاً عليهم.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص181-182

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق