وجوب تأدية الألفاظ من غير تبديل ولا تحريف
وقوله عز وجل: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} [البقرة: 59]، أي: فحرَّف هؤلاء الظالمون لأنفسهم، وغيَّروا الأمر الذي أمرهم الله به، فبدل أن يدخلوا الباب سجداً دخلوا يزحفون على أستاهم، وبدل أن يقولوا حطة، قالوا: حنطة، فقد روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قيل لبني إسرائيل: ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة فدخلوا يزحفون على أستاهم فبدلوا وقالوا: حطّةٌ حبّةٌ في شعرةٍ.
وفي هذا إشارة إلى أنه ينبغي الحرص على تأدية الألفاظ والأفعال التي يطلبها الشرع من العباد من غير تبديل ولا تحريف بقدر الاستطاعة، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه الترمذي بسند صحيح من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (نضَّر الله امرأً سمع منا شيئاً فبلَّغه كما سمعه، فرُبَّ مبلَّغ أوعى له من سامع).
كما روى البخاري ومسلم واللفظ للبخاري من حديث البراء بن عازب رضي الله عنها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أتيت مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، وقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رهبة ورغبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن مُتَّ مُتَّ على الفطرة، فاجعلهن آخر ما تقول، فقلت أستذكرهن: وبرسولك الذي أرسلت. قال: لا، وبنبيك الذي أرسلت)، فهذا الحديث يدل على أنه لا ينبغي تغيير الألفاظ الشرعية ولا سيما في الدعاء.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص149-150
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق